الأحد، 17 يوليو 2011

كيف السبيل للاستثمار في القدس ؟ حوار عاصف مع الرئاسة في مقهى الكتاب

كيف السبيل للاستثمار في القدس ؟
حوار عاصف مع الرئاسة في مقهى الكتاب
الثقافي ونادي الصحافة في القدس
القدس المحتلة   ديالا جويحان  :

ادار مقهى الكتاب الثقافي ونادي الصحافة المقدسي، حوارا عاصفا مع عدد من ممثلي القطاعات الاستثمارية   خاصة في القطاعين الاقتصادي والسياحي في المدينة الذين حمّلوا  السلطة والقيادة الفلسطينية جزء كبيرا من التقصير في دعم المدينة واهلها رغم ادراكهم لصعوبة العمل في القدس من جراء المعيقات والعراقيل شبه المستحيلة  التي تضعها سلطات الاحتلال الاسرائيلي .





واشار المحامي احمد رويضي مستشار ديوان الرئاسة الى ان جلسة الحوار مخصصة لقطاعي الاقتصاد والسياحة وان الهدف هو خلق حالة من التواصل والحوار مع الجهات الرسمية الفلسطينية والقطاع الخاص في القدس وفلسطين من اجل الاهتمام الجدي في دعم وانعاش اقتصاد المدينة لتمكين اهلها  من الصمود والتصدي. ودعا للخروج بتوصات محددة لدعم القطاع الخاص والسياحة في المدينة يصار الى تبنيها من القبادة الفلسطيبنية والعمل على تنفيذها باسرع وقت ممكن . فيما رحب محمد زحايكة رئيس نادي الصحافة المقدسي بالمشاركين وشكر الرئاسة على مبادرتها المفيدة في هذا المجال داعيا الى المزيد من اللقاءات على ان  تكون دورية ومنتظمة.








ووصف محافظ القدس المهندس عدنان الحسيني  في اللقاء المدينة بانها اصبحت مشاعا وان الكلام اكثر بكثير من العمل والتنفيذ وان الانسان المقدسي بات محبطا ويعيش حالة اغتراب وانتقد ظاهرة بعثرة الجهود وتشرذمها في ظل الامكانيات الضعيفة المتاحة ،  ورغم انه متفائل بطبعه الا ان الوضع في القدس جد صعب وبحاجة الى اعادة نظر وترتيب شاملة للامور اذا امكن ذلك ..!
العمل سويا
ونفى د. حسين الاعرج رئيس ديوان الرئاسة مقولة ان السلطة الوطنية الفلسطينية لا تستطيع ان تعمل  ولا تريد ولا امكانيات للعمل للقدس واوضح ان لا احد يمكن ان يكون فلسطينيا ولا تكون لديه ارادة للعمل في القدس اما بالنسبة لعدم الاستطاعة ، فقطعا هناك صعوبات جمة للعمل لذلك هناك قصور  في العمل في المدينة وهو اكبر من ارادتنا وامكانياتنا  ونحن ندرك اننا لسنا اللاعب الوحيد في المدينة . واكد ان المطلوب الان هو  كيف يمكننا العمل سويا ، مشيرا الى الخطة القطاعية التي تم التعويل عليها لجلب التمويل ولكن حتى الدول العربية  لا تقدم المطلوب منها  لا للقدس ولا للسلطة والتمويل محدود جدا في الاونة الاخيرة .





ودعا الى اعتماد تصور معقول للعمل في المدينة وفي مجالات يمكن العمل فيها مثل الصحة والتعليم  والاسكان الذي انصب معظم الحديث والنقاش حوله . ورغم ان عنصر الزمن مؤثر في القدس نتيجة لبطء الحصول على تراخيص البناء الا ان هذا ليس مبررا للتقاعس . وقال ان القطاع الخاص بدوره عليه مسؤولية اجتماعية لدعم صمود اهلنا في القدس لتوفير فرص عمل واشياء اخرى . واقترح البحث عن آليات لتشجيع الاسكان لانه عماد تثبيت الانسان المقدسي وان تكون هناك رؤيا واضحة وممكنة لان الناس يريدون ان يروا الامور على الارض .
واستعرض احمد هاشم زغير مدير عام اتحاد الغرف التجارية في القدس امكانيات دعم المشاريع والمحلات التجارية المتعثرة في القدس واهمية البحث عن الخيط المفقود في تحريك العجلة الاقتصادية المقدسية بالتعاون بين السلطة ومختلف القطاعات في المدينة واشار الى ان القدس بحاجة الى 40 الف وحدة سكنية وهناك قرابة الفي محل تجاري بحاجة الى انعاش  تسويق بضائعها وخدماتها لكسر الحصار المفروض على المدينة . واعتبر ان الانسان والعنصر البشري في القدس هو رأسمالها  الحقيقي لذلك لا بد من تأمين اسكانات بشروط ميسرة للفئات الفقيرة والمحتاجة وذات الدخل المحدود. وتطرق الى معاناة التجار والسكان من الارنونا وان القدس بحاجة الى تكاتف جميع الجهود لانها اكبر من الجميع . ودعا الى محاولات انقاذ سريعة  للوضع المتردي  في  المدينة .








واعتبر رجل الاعمال ابراهيم الجولاني اننا كلنا معنيون بالتوصل الى نتائج ايجابية من هذا الحوار لمصلحة القدس وقال انه منذ وفاة الراحل فيصل الحسيني لم تتواجد قيادة ميدانية حقيقية في المدينة وان هناك قناعة لدى المقدسيين بأن مؤامرة ما تحاك ضد مدينتهم . واكد على ان الاسكان هو عماد الصمود وان العمل يمكن ان يشمل محورين  وخطتين هما القدس وحوضها المقدس والخطة الاخرى للمدينة في اطار نظرة بلدية الاحتلال لحدودها الحالية . وان العمل يجب ان يكون حتى لو بقي الاحتلال لمدة طويلة اخرى  عن طريق اعتماد قروض بنكية ميسرة وبكفالات معقولة من المقاول والسلطة والجهات  الداعمة. واقترح  تطوير ما يسمى بالاقتصاد العائلي والمشاريع السياحية لخلق دخل للافراد والاسر.

دعم قصص النجاح الاستثمارية
ووصف رجل الاعمال اسامة صلاح صاحب الفندق الوطني  ان الوقت متاخر ولكن يجب ان نعمل بسرعة وبجدية على الوضع الاقتصادي لخلق فرص عمل خاصة في المجال السياحي . ودعا الى دعم قصص النجاح الاقتصادية والاستثمارية في القدس والالتفات  الى السياحة الاسلامية من خلال الضغط على الاوروبيين من خلال الرباعية وعلى السلطة الفلسطينية ان لا تتركنا وحيدين بل تدعم صمودنا وتدعمنا في الحفاظ  على العقارات. وقال ان دور السلطة في هذا المجال هو اعطاء القروض الميسرة لاصحاب المشاريع الناجحة . واعلن رفضه لثقافة "الشحدة " التي اعتبر انها اساءت لنا الكثير. واكد ان القدس خط احمر واقتصاد القدس يجب ان يكون قويا ومعافى لان القدس قلب فلسطين  النابض . وهدد انه في حالة تركت القدس دون استثمار،  فسنقلب الطاولة على من يتجاوز مدينة القدس عاصمتنا الابدية .

وتناول الكاتب عزام ابو السعود مدير الغرفة التجارية مشكلة مجلس الاسكان الذي كان موفقا في دعم الاسكان الفردي ولكنه تعثر مؤخرا  لعدم وجود قوة عليا تفرض حلا يعيد الامور الى نصابها . ونوه الى مشاريع بناء وتنظيم واسكان  جديرة بالاهتمام في منطقة جبل المكبر والسواحرة تضم 2500 وحدة سكنية ولكن احدا لا يكترث.  واشار الى مشروع اسكان المعلمين المتعثر من سنين طويلة والنظرة السلبية لبعض المسؤولين في السلطة الى اهالي مدينة القدس واتهامهم بانهم " اولاد الداية" .
واعتبر خالد زكي الحسيني ان مشكلة القدس بحاجة الى موازنة ضخمة ومشروع يشبه مشروع مارشال بعد الحرب العالمية الثانية  لانها تعيش كارثة ومدينة منكوبة بحاجة الى عمل جبار وضخم . وحث على المسؤولية الاجتماعية ونشر الوعي  بمعاناة القدس  واهلها كخطوة اولى للخروج من الكارثة المحدقة. وقال ان الخطط موجودة ولكن التمويل غائب . واشار الى مشاريع اسكان كان يمكن استعادتها في جبل المكبر ولكن غياب التمويل ادى الى ضياعها وتحويلها الى مستوطنات ولفت الى امكانية الاستفادة من مشروع انفاق تحاول بلدية الاحتلال عمله في شارع السلطان سليمان . وطالب اهل القدس بتنظيم انفسهم للضغط على اصحاب القرار لانتزاع حقوقهم واحتياجات مدينتهم وتنميتها بالشكل الصحيح ؟
ودعت هند خوري وزيرة القدس السابقة الى مراجعة شاملة في طريقة التعاطي مع القدس لان وضعها لا يحتمل المزيد من  التجارب وتحديد كل الاحتياحات التي اشتملت عليها دراسات سابقة  معدة منذ عام 2001 و 2002 وان تكون الرؤيا واضحة تماما حتى لا تبقى القدس معزولة . وقالت ان سيناريو تهجير السكان وتفريغ مؤسات المدينة كان واضحا منذ  زمن  لان الخطة الاسرائيلية تستهدف تدمير المجتمع المقدسي . واقترحت العمل بطرق غير مباشرة عن طريق شركات خاصة  لتطوير القدس لانقاذ ما يمكن انقاذه في المدى المنظور وتقديم الدعم الاجتماعي لقطاع الاسكان .والتخطيط وتحسين نوعية المصنوعات المحلية السياحية وغيرها وخلق فرص عمل  وبحث الجدوى الاقتصادية .
وطالب ايهاب الخطيب مدير باديكو في القدس الرئاسة الفلسطينية  بوضع دليل اقتصادي يلفت النظر الى مشاريع وفرص اقتصادية نامية وذات جدوى استثمارية . واعتبر عمر الخطيب -رجل اعمال في مجال السياحة - ان القدس خط احمر وان المستثمر الوحيد فيها يجب ان يكون من أبنائها..! ودعا الى ترميم حوالي 1200 غرفة فندقية في المدينة وحث اصحاب رؤوس الاموال من المقدسيين وغيرهم من الفلسطينيين على  الاستثمار في القدس وليس خارجها فقط . ووصف الوضع في القدس  بأنه في حالة محزنة ورديئة . ونوه عبد القار الحسيني رئيس مؤسسة فيصل الحسيني الى مشكلة مدرسة الفتاة اللاجئة المهددة بالاخلاء لعدم دفع اجرة البناية. واشار الى ان الصورة السيئة عن السلطة  في القدس سوف تزداد سوء اذا تم اغلاق المدرسة وتشريد طالباتها .
الاهتمام بالانسان البسيط اولا
واكد كمال عبيدات المستثمر في القدس ان الحياة تبدأ من القاعدة وانه يجب الاهتمام اولا بالبشر قبل الحجر  وطالب بدعم الفقراء والكادحين جتى يصمدوا في مدينتهم .. واضاف .. انظروا الى الناس كيف يعيشون وما هي احتياجاتهم ومتطلباتهم كما دعا  الى الاهتمام بالمؤسسات الشبابية والجماهيرية التي تخدم المجتمع المقدسي .
ورأى عبد الرحمن ابو عرفة مدير الملتقى الفكري العربي ان هناك حقيقتان في القدس انها تحت الاحتلال الساعي الى الغاء  الوجود العربي الاسلامي المسيحي  وان ال 250 الف مواطن مقدسي بحاجة ربما الى بئر بترول لكل احد منهم  حتى يستطيع ان يصمد ويقاوم الهجمة العاتية للاحتلال . ودعا الى الاستثمار في الناس من خلال البحث عن الموارد الكفيلة بانعاش الوضع الاقتصادي الذي سينعكس على كل البنى الحياتية الاخرى.
وقال يوسف دجاني رئيس مجلسي ادارة شركة كهرباء القدس ان السلطة تستثمر في المدينة ولكن يمكنها ان تستثمر بشكل افضل واكبر بكثير مما تم حتى الان ..! ودعا الى طرح القدس بقوة على طاولة المفاوضات السياسية للسماح بالاستثمار بطرق اسرع واسهل من الواقع المعقد الحالي . وحث ديوان الرئاسة على الاضطلاع بهذه المهمة الشائكة. وطالب بدعم مشاريع تعثرت لعدم وجود الضمانات والاستمرارية ودعا كذلك الى فتح مراكز تدريب مهنية لتخريج الكوادر المؤهلة لخدمة مدينة القدس كما دعا الى الاعتراف بجامعات القدس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق