من القدس المحتلة ديلا جويحان
د. متوكل طه:
وتعقيبا على الاجراءات الاسرائيلية المحمومة بحق القدس ، قال المتوكل " ضمن التوصيف السياسي.. أنا خائف على القدس. ولكنني بالمعاني الروحية والتاريخية والثقافية والاجتماعية العميقة لست خائفا عليها.. بل أنا مشفق على الغزاة الذين سيضطرون ان عاجلا او آجلا الى حمل لعناتهم معهم والهروب.. تلفظهم الارض ويلعنهم التاريخ.. وهذه ليست دعوة للاطمئنان ويجب ان لا تقال امام الساسة الفلسطينيين.."
الثورة العربية..!وأجاب المتوكل طه عن تساؤلات كثيرة تشغل البال بما يلم بوضع القدس من هشاشة وتشظية وارهاق وضعف ، كرمز للقضية الفلسطينية والعربية.. متكئا على امل يبدو انه يفور في الساحات والاوطان العربية بعد الثورات المشتعلة التي تمنى ان تكون رافعة لنا جميعا للخروج من حالات الاستلاب والنهب والمغايرة والتكريس مما سينعكس بالضرورة على الظواهر الاخرى.. فحالة التراجع تقود الى تراجع وحالة الحراك والفوران تقود الى شموخ وحضور وألق يساهم في جذب اهتمام المجهر الدولي وتحسس قضايا الامة والتعاطي معها بجدية واهتمام .. وفسّر ما يحدث من ثورات وهبات في الوطن العربي.. بأن حالة الهزيمة و الركون التي كانت مهيمنة على الشارع العربي لم تصل الى الوجدان والا لرفعت الرايات البيضاء
د. متوكل طه:
علمتني القدس وبهرتني منذ اول خطوة في برها المفتوح وفضائها غير المحدود
أنا خائف على القدس. ولكنني بالمعاني الروحية والتاريخية والثقافية والاجتماعية العميقة لست خائفا عليها
اتحف الشاعر والمثقف الكبير د. متوكل طه وكيل وزارة الاعلام الفلسطينية المشاركين في صالون الثقافي- المكتبة العلمية في القدس بالتعاون مع نادي الصحافة المقدسي- نقابة الصحفيين الفلسطينيين ، بقصيدة غزل نثرية عن هيامه وعشقه لهدة المدينة الساحرة .. " التي كلما آتي اليها احس باختلاج .. فقد تفتحت ككاتب في القدس وتزوجت منها وفيها.. وكلما دهمتني الكآبة .. أسيح في شوارعها وازقتها القديمة.. القدس ليست مدينة بل هي سحر على شكل مدينة.. .. وليس من باب المجاز ، ان الطاقة التي تولدها هذه المدينة ، تنسرب بكل ما فيها ومن فيها لتجعل من كل شيء قدسيا..! كلما مررت عليها .. أصاب بهذا السحر الذي يجترح الالق والابداع " ..!
القدس باقية..!واضاف " عملت في القدس 12 عاما ونصف .. وعندما اعود اليها .. اعود الى الوسادة المعبأة بالسحاب.. علمتني القدس وبهرتني منذ اول خطوة في برها المفتوح وفضائها غير المحدود ، فن الكتابة والابداع .. ولولاها لما استطعت ان امتهن الادب والصحافة والكتابة.. ولشدة الاقتراب من القدس قد لا تدرك اسرار هذه القداسة.. وكما تقول الصوفية شدة الاقتراب حجاب..! القدس اليوم تتعرض لنظرية الاستلاب والتهويد والنفي .. وأعتقد ان كل هذا هو هضم خارجي وبرّاني يطفو على السطح.. فالقدس تعج بمعالم الاسرار القدسية .. اسوارها وجراسياتها .. قبابها وسبلها .. شواهدها وحجارتها .. تنغرس فيها روح لا يمكن ان تطالها اجراءات الاحتلال ولا الحفريات ولا اللغة التي تحاول ان تغرقها في لجتها وتشوه وجهها وصورتها .. القدس اكثر بقاء من تسعة احتلالات تعاقبت عليها عبر التاريخ " ..!
القدس وعظمتها وقال وهو في حالة من الانتشاء " القدس نرجس الشتاء الفواح .. الحاضرة في القلب والوجدان.. كل ما فيها من كائنات تصدر عنه موجات تريح الاعصاب وتهدئ خلجات النفس.. وهي تفتح ذراعيها دائما.. وحال لسانها يقول .. اهلا بكم في قلبي .. تقولها لكل البشر حتى لمن يغرس خنجره المسموم في قلبها..! هذه القدس وهذه عظمتها على مر التاريخ.. أغبط اهل القدس على السكنى فيها .. وهي نعمة ربانية .. حيث فطرهم وخلقهم الله في اكنافها .. ورغم ما يواجهه اهلها .. فهذا ثمن بسيط من ضريبة حب القدس والعيش على اديمها الطاهر .. اقرب بقعة الى السماء .. نافذة السماء التي تطل على سدرة المنتهى..! نفرح لكم يا اهل القدس ونشيد بكم في الغدو والاصال على هذه النعمة الالهية .. , واقول لكم .. ان القدوم الى القدس هو خطوة نحو صباح العيد .. القدس حالة استثنائية .. ما زلنا بعيدين عن كشف كنوزها واصالتها وجوهرها الثمين غير المحدود " ..!
وتعقيبا على الاجراءات الاسرائيلية المحمومة بحق القدس ، قال المتوكل " ضمن التوصيف السياسي.. أنا خائف على القدس. ولكنني بالمعاني الروحية والتاريخية والثقافية والاجتماعية العميقة لست خائفا عليها.. بل أنا مشفق على الغزاة الذين سيضطرون ان عاجلا او آجلا الى حمل لعناتهم معهم والهروب.. تلفظهم الارض ويلعنهم التاريخ.. وهذه ليست دعوة للاطمئنان ويجب ان لا تقال امام الساسة الفلسطينيين.."
الثورة العربية..!وأجاب المتوكل طه عن تساؤلات كثيرة تشغل البال بما يلم بوضع القدس من هشاشة وتشظية وارهاق وضعف ، كرمز للقضية الفلسطينية والعربية.. متكئا على امل يبدو انه يفور في الساحات والاوطان العربية بعد الثورات المشتعلة التي تمنى ان تكون رافعة لنا جميعا للخروج من حالات الاستلاب والنهب والمغايرة والتكريس مما سينعكس بالضرورة على الظواهر الاخرى.. فحالة التراجع تقود الى تراجع وحالة الحراك والفوران تقود الى شموخ وحضور وألق يساهم في جذب اهتمام المجهر الدولي وتحسس قضايا الامة والتعاطي معها بجدية واهتمام .. وفسّر ما يحدث من ثورات وهبات في الوطن العربي.. بأن حالة الهزيمة و الركون التي كانت مهيمنة على الشارع العربي لم تصل الى الوجدان والا لرفعت الرايات البيضاء
.. رايات الاستسلام ..! ورأى ان الاستعمار كان وراء حالة التكلس والوهن والارتكاس والتراجع ، فهو يضع استراتيجيات لتجهيل وتنصيب انظمة بالوكالة وتآمر وقبول بالمؤامرة للاسف الى ما قبل 25 يناير الماضي.. وحالة المد الشعبي هي ثورة في شكلها وفي نتائجها .. ولكن يجب الحذر من الثورات المضادة..والانتباه الى تجليات الهزيمة في المرحلة السابقة .. فالمرأة التي تشكل اكثر من نصف المجتمع العربي معطلة ومهمشة.. وفي هذا الزمن الرديء ..ونتجت حالات ناتئة .. حركات في منتهى التطرف واخرى في منتهى الركوع..! ورغم خصوصية الحالة الفلسطينية تحت الاحتلال وكونها معقدة ومركبة الا انها لم تسلم من الانشقاق والانقسام السياسي على الذات .. ولكنها في العمق حالة تمزيق ذاتي .. يتمثل في ان يقوم المهزوم باهانة ذاته وطلب الخلاص الفردي والتشبه بقاتله وعدوه واستخدام لغة نهائية مثل مجاهد او كافر او جاسوس .. وشبه المتوكل طه ما حدث في الثورات العربية بما حصل في الانتفاضات الفلسطينية الاولى والثانية حيث كانت حالة الهزيمة " تثرثر" على السطح..! ولكن كانت هناك مشاهد غير مرئية قادت فجأة الى الانفجار وكأنه بدون مقدمات..! ولكن في حقيقة الامر كان هناك مخزونا من الوعي والادارك ..! فالوعي المتزايد مع توفر وسائل الاتصال العصرية من انترنت وتويتر وخلافه ساهمت في زيادة الوعي وايجاد آلية للتحرك الى الامام.. اضافة الى تراجع الامية وحالة القمع التي هيأت الارضية لتحقيق معادلة الثورة وهي القمع والفقر..! وسارع الصلف الاسرائيلي وما لحق به من فشل في العدوان على لبنان وغزة والهيمنة الامريكية غلى المنطقة في ايصال الشعوب الى حالة الفوران والغليان وتكرار لعبة الدومينو .. !
برقية الكاتب نبيل الجولاني ..وكان الكاتب والاديب نبيل الجولاني الذي اضطرته ظروف شخصية للتواجد في خليل الرحمن.. قد ابرق بالكلمات التالية:" كتب ضد الاحتلال وعن " ألعاب" السلام الاسرائيلية.. وعن مصر اعلى من الكلام .. انه الاديب والشاعر المتوكل طه الذي كتب عن حبيبته فلسطين الام والاخت والزوجة ورفيقة الدرب وعن الشباب وشيوخ الثوار وأطفال المستقبل والارض التي طالما احبها ، كتب شعرا ونقدا وبحثا ودراسة واعتلى منابر الادب والصحافة والاعلام وخاض في دروب النضال ومقاومة المحتل. وهو كأديب يشكل مع ادبائنا قوة فلسطين المعنوية ومن الذين يحملون في قلوبهم اسم فلسطين ويرفعونه في العالم كله الى المكانة الجدير بها ، وهو الذي تعتبر مؤلفاته من روائع الادب العربي ومن الذين رفعوا مكانة فلسطين الادبية بمساهماته الكبرى والمتعددة في تأسيس الحركة الادبية في الاراضي المحتلة مع زملائه الكتّاب والغيورين في الزمن الصعب . انه المهجوس بالفكرة والوطن وارض الاقصى .. هو صرح كبير للدولة الفلسطينية.. اي كلام يليق بك يا من ارسى مداميك الحب والانتماء والامل" .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق