الثلاثاء، 1 مارس 2011

إستهداف جماعي.. إسرائيل تعتزم تشريد 164 مقدسي

إستهداف جماعي.. إسرائيل تعتزم تشريد 164 مقدسي
القدس المحتلة  : ديالا جويحان

يعيش 164 فرداً مقدسياً ضمن 22 عائلة في بناية (برج الأمراء) على ارض بيت حنينا، التي تجمع مسلمين ومسيحيين، لحظات قلق واضطرابات وحسرة على منازلهم منذ الأحد الماضي, بعد تسليمهم قرار الإخلاء لتنفيذ عملية الهدم بعد عشرة أيام، ولا تكتفي بلدية الاحتلال بمفاجأة العائلات المقدسية بقرارات الإخلاء إلا أنها وضعت شروط تلزم بعدم إزالة القرار الملصق على كل طابق بفرض غرامة ماليه تقدر بـ 50 ألف شيكل.


والعائلات المهددة بالطرد هم: رشا مينا، ماهر رمضان، سامي بجالي، أم حاتم كردية، أبو زياد الحسيني، أم مارون كرم، أليس وفدوى عطالله، يوسف عودة، أبو عمار قرش، جميل رزوق، بسام الريماوي، نادر دعنا، يامن طوطح، عبد الكريم العلمي، جورج سرياني، فرح رزوق، ديانا خوري، جيمي نمور، سعاد التميمي، جمال أبو الندى، سامح شتات، جميل أبو الندي.


شراء الشقة منذ 12 عاماً ..
قالت المواطنة أم عاصم العلمي إن منزلها باسم زوجها عبد الكريم، تم شراءه على أساس أنه مرخص منذ عام 1999، من صاحب بناية برج الأمراء ( محمد النجار) الذي يسكن حاليا في أمريكيا, لافتة إلى أن عملية البيع والشراء قانونية.

وأضافت أم عاصم في حديث ل "ديالاجويحان  " بعد عدة سنوات مضت اكتشفنا حالياً, خلال استلام أصحاب الشقق أمراً من بلدية الاحتلال ولصقها على جميع الشقق، بان صاحب البناية كان يدفع مخالفات لبلدية الاحتلال عام 2006 أثناء تواجده في القدس، وعند انتهاء مدة إقامته رجع لأمريكا وامتنع عن دفع المخالفات إلا أن المخالفات تراكمت على صاحبها وتم تحويل المخالفات للمحكمة للنظر في القضية".

وقالت أم عاصم هي وجيرانها، بأنها تفاجئت من مداهمة عدد كبير من القوات الخاصة والشرطة الإسرائيلية بحضور موظفي بلدية الاحتلال البناية وإلصاق أمر الإخلاء المحددة مدتها 10 أيام مع صورة للبناية، لعدم وجود ترخيص للبناية، وان صاحب البناية لم يلتزم بدفع المخالفات، لذلك حددت عملية الإخلاء ومدتها 10 أيام، وان شرطة الاحتلال غير ملتزمة خلال عملية الهدم عن أي شخص وعن أي قطعة أثاث تم بقاءهُا داخل الشقق.

ولفتت أم عاصم إلى أن القرار الجائر بحق 20 عائلة بالإضافة لشقتين على سطح البناية( الرووف) جاء قبل نظر المحكمة في القضية في 10-3-2011 والتي رفعت على صاحب البناية منذ عام 2006 دون علم لأصحاب الشقق مسبقاً...!!

وقالت :" فور استلامنا القرار اجتمع سكان البناية حتى ساعات متأخرة من الليل لإجراء اتصالات على صعيد المسؤولين في السلطة الوطنية الفلسطينية، والسفراء والقناصل الأجنبية، والمطرانية والبطاركة لإنقاذ العائلات وعددهم ما يقارب الـ 164 فرداً أكثرهم أطفال من عملية التشريد المقتربة لـ 22 شقه ".

وأشارت إلى أن السلطة الوطنية وكلت المحامي محمد جبارة بأن يترافع عن القضية في المحكمة المقررة بتاريخ 10-3-2010 لان قضية البناية تحولت لقضيتين القضية الأولي مخالفات والقضية الثانية عملية إخلاء, وبالنسبة للقضية الثانية محامي صاحب البناية كان إسرائيليا ولم نعرف اسمه أصلا.

القرار المفاجئ ناجم عن عقلية بربرية..
بدوره اعتبر المواطن نادر دعنا معيل لأسرة مكونة من 6 أفراد، القرار المفاجئ بحق 22 شقه سكنية دون سابق إنذار مسبق، ناجم عن عقلية بربرية, كون الأسر سوف تصبح بيوم وليلة أو بالأصح خلال ساعات قليله ( شقق هامدة).

وأكد دعنا، أن قرار عملية الإخلاء المحددة يأتي ضمن السياسة الإسرائيلية الممنهجة والمبرمجة من أجل تفريغ القدس من سكانها الأصليين بالقوة وهي أيضا مقدمة لنزع هوياتهم وحقوقهم المشروعة.

وقال دعنا :" إن المخططات الإسرائيلية اتجاه القدس باتت واضحة حتى أننا نسمع يوميا عن بناء المستوطنات بكميات كبيرة ولا يوجد رادع للاحتلال بسبب الضعف العربي العام ".

وأكد دعنا، بأن العائلات ستبقي صامدة وباقية في هذه الأرض ولن نكرر مسلسل الهجرة عام 48 وعام 67 وإبقاءها للمستوطنين حتى لو هدمت البناية فوق رؤوسنا





.

الوضع مأساوي وحزين لا يختلف عن جيرانه...
أما المواطن جمال أبو ندى الذي بات وضعه مأساوي وحزين لا يختلف عن جيرانه بعد القرار المفاجئ والمحدد من أجل إخلاء المنزل لتنفيذ قرار عملية الهدم.

وتسائل أبو ندي، إلى أين يذهب 164 فرداً من بينهم عدد من الأطفال، وبعض السكان مازال يدفع قسط الشقة، وكلفت كل شقه حوالي 200 ألف شيكل بعد (شراءها عظم) لتأوي العائلات لمدى الحياة، ولتسهيل عملية دفع الإيجار الشهري والباهظ الذي لا يقل عن 800 دولار شهرياً.

المخطط الجديد للبلدية استهداف جماعي..
بدوره قال زياد الحموري مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية لـ" قدس نت"، إنه من الواضح اليوم وجود تصعيد اتجاه التركيبة الديمغرافية للمقدسيين وبغض النظر عن مكان وجود البناية المخالفة، وإنما تسعى بلدية الاحتلال باستهداف الوجود بالكامل في مدينة القدس.

وأضاف الحموري، أن المخطط الجديد لبلدية الاحتلال هو "الاستهداف الجماعي" وليس الفردي، حيث تستهدف بنايات مكتظة بأعداد كبيرة من السكان كما هو مهدد بنايات وشقق سكنية في سلوان وحي العباسية وحي الثوري واليوم بناية مكونة من 22 شقه في بيت حنينا التي تسعى بدورها البلدية لتصفية الوجود الفلسطيني في القدس.

وقال :" إن الاحتلال يريد استقطاب مع يقارب النصف مليون مستوطن خلال السنوات القادمة بعد تهجير ما يقارب الـ 200 ألف فلسطيني من مدينة القدس ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق